نادي الاتحاد السعودي والمعروف أيضا ببساطة والقابه المميزة (الإتي - العميد - المونديالي - نادي الوطن - نادي الشعب - ملك آسيا - النمور - أسياد أسيا -المارد الاصفر - نادي العقد الاسيوي - نادي ريال العرب - الثمانيني الوقور ), تأسس عام 1927 وهو أول نادي رياضي في سعودي .
ومنذ تاريخ التأسيس والى تاريخنا الحالي بقي الاتحاد متربع على عرش الاندية السعودية وخير من يشرف الوطن في المحافل الخارجيه , قد حاز على لقبي دوري ابطال آسيا عامي 2004 و 2005, وقد شارك النادي في كأس العالم للأندية في 2005. وهو الفريق الآسيوي الوحيد الذي حصد لقب دوري الابطال مرتين متتاليتين الاتحاد يملك سمعة كبيرة لكونه أقدم ناد لا يزال باق في الكرة السعودية وواحدة من أنجح الأندية. يشتهر النادي بحماسية جماهيره المساندين له, يملك الاتحاد أكثر من 20 مليون مشجع في المملكة العربية السعودية. وقد بنى الاتحاد جماهيرية قوية في أنحاء القاره وبعض من آسيـــا أفريقيا وأوروباوأمريكا الجنوبية على عكس الاندية السعودية الأخرى.
||بدايات الاتحاد وأولى لقاءاته||
لعب الإتحاد لأول مرة مع فريق البحري في عام 1352هـ (1932) وكان طابع هذه المباراة الخشونة المتناهية وهي أول مباراة تقام بين البحري و الإتحاد وقد اصيب في هذه المباراة لاعب الإتحاد هارون فيرا بكسر كما أصيب أحمد قشلان من مشجعي الإتحاد بسكته قلبية وعلى أثر ذلك تقدم أعيان البلاد للجهات المختصة بطلب منع ممارسة الرياضة التي كانت في نظرهم نوعا من المطاحنة والعداء و الكسر .
وفي عام 1367هـ ( 1947) شهدت الرياضة السعودية نقلة نوعية . حينما أولى الأمير عبدالله الفيصل وزير الداخلية حينها الرياضة اهتماما كبيرا ووجد في الإتحاد نواة طيبة لمستقبل رياضي مشرق . وحضر لأول مرة مباراة بين الإتحاد والمنتخب البريطاني للبوارج التي أقيمت عام 1369 هـ (1949) وفاز بها الإتحاد . وتكفل بعدها الامير بنقل الفريق إلى القاهرة للتعرف عن كثب عن كرة القدم المتقدمة آنذاك في مصر . وبالتالي اخذت الرياضة في هذه الفترة تقف على أبواب صيغة رسمية حكومية تمخضت عن الأعتراف الرسمي بها وتشكيل جهاز تنظيمي حكومي لها في عام 1372هـ (1952).
ويمكن التاريخ لنهاية مرحلة التأسيس وتكوين وتجميع الخبرات وتراكمها بعام 1377هـ حيث أقيمت أول مسابقة رسمية في المملكة، كان الإتحاد قبل إقامة تلك المسابقة في مرحلة شهدت الكثير من الشد والجذب بين أن يكون أو لا يكون.لكنه كان أيضاً في أوجه مجده. حيث انهالت عليه الانتصارات والحوافز. شهدت تلك الفترة الإتحادية كما طالعنا لقاءات مع فرق الجاليات المختلفة ثم فرق خارج الوطن في رحلته الأولى لـمصر. ومع كل هذا الزخم لم يهمل الإتحاد التباري مع الفرق الوطنية ويمكننا القول أن المنافسات
|| بداية المسابقات الرسمية||
أقيمت أول مسابقة رسمية على نطاق المملكة وهي كأس جلالة الملك عام 1377هـ وأقيمت في العام نفسه مسابقة ولي العهد. ولم يوفق الإتحاد في السنة الأولى في نيل كأس الملك الذي نالته الوحدة. كما لم يوفق في منافسات كأس ولي العهد وهكذا وجد الإتحاد نفسه وقد خرج من الموسم الأول دون تتويج وبدأ يستعد للموسم القادم بلاعبين جدد. ولم يخب الإتحاد جماهيره وخطف اللقب بعد منافسة شرسة مع الوحدة . وبدءا من هذه الكأس سلك الإتحاد درب الذهب وصنع أمجاداً رائعة فقد فاز في تلك الفترة بكأس الملك لثلاث سنوات متتالية 1378هـ، 1379هـ، 1380هـ كما فاز بكأس سو ولي العهد (الوطنيون) في عام 1378هـ، 1379هـ، ثم عاد الإتحاد في عام 1383هـ وفاز بخمسة كؤوس: كأس الملك، كأس ولي العهد، كأس الطائرة, كأس تنس الطاولة ، كأس السلة.. ويعتبر ذلك الموسم (1383هـ) من أشهر المواسم التي احتكر فيها الإتحاد بطولات كل المنافسات على مستوى جميع الألعاب.
|| الملك يبدي إعجابه ||
وفي عام 1386هـ أدخلت رعاية الشباب تعديلاً على نظام الدوري فاختارت الأول والثاني من المناطق الثلاث (الغربية والوسطى والشرقية) للعب على الدوري الجديد (الدوري الممتاز) وهو من دورين انتهى الدور الأول وكان ترتيب الإتحاد المركز الأول. لكن تعذر إكمال الدور الثاني من هذا الدوري بسبب نكسة الخامس من حزيران. وتوج الإتحاد كئوسه بأن أستعاد كأس الملك لعام 1387هـ في واحدة من أقوى النهائيات القديمة وكان ذلك أمام النصر في الرياض وفاز بها الإتحاد 5/3 وساهمت تلك المباراة في شعبيته الجارفة كما أن الملك فيصل بن عبد العزيز أبدى إعجابه بالمستوى الذي قدمه الإتحاد وخاصة سعيد غراب والحارس تركي بافرط حيث أطلق على الغراب لقلب (العقاب) وأطلق على تركي بافرط لقب (خط ماجينو المكهرب).
|| السنوات العجاف .. وانفراج الازمة ||
رغم الإنجاز التاريخي الذي حققه الإتحاد في موسم 1387هـ إلا أن صعوده إلى القمة وتربعه عليها بذلك التميز أثار حفيظة البعض فأصيب الإتحاد بعين الحسد ، فقد دخل النادي مع مطلع عام 1388هـ مرحلة جديدة من الضياع والتشتت كانت مقدمة لأسوأ فترة مر بها النادي منذ تأسيسه حيث كان مهدداً بالانهيار والاندثار بعد أن ترك أعضاء الشرف فريقهم وهو ينهار .
حتى عام 1401 هـ حيث تولى رئاسة النادي صاحب سمو الملكي الأمير طلال بن منصور الذي أعاد التنيظم للنادي وتم حل مشكلة الديون المتراكمة وتعاقد مع العديد من المدربين الأكفاء وأشهرهم الألماني كرامر وتم التعاقد مع العديد من نجوم الكرة العربية والسعودية لكنه لم يحقق أي بطولة باستثناء كاس الاتحاد السعودي الذي حققه عام 1393 هـ والذي كان يعرف بكاس الجمعية السعودية لكرة القدم والذي حققه الاتحاد من امام الهلال بركلات الترجيح .
ثم تولى الرئاسة الأستاذ إبراهيم أفندي وكان النادي في ذروة اكتمال عناصر التفوق والاستعداد للبطولات وبالتالي تصادف قدوم هذه الإدارة مع تنظيم (الدوري المشترك) عام 1402هـ، ولما كان فريق كرة القدم مشبعاً بعدد كبير من النجوم الذين جلبهم الأمير طلال بن منصور فقد نجح الإتحاد في خوض منافسة قوية في الدوري المشترك ونجح إبراهيم أفندي في استثمار تلك القدرات وقاد النادي بحنكة واستطاع أن يتعاقد مع مدرب برازيلي كفء (شيزنهو) الذي استطاع أن يقود الإتحاد فنياً للفوز ببطولة الدوري المشترك ويعود به إلى منصات التتويج بعد غياب دام خمسة عشر عاما (باستثناء كاس الاتحاد السعودي عام 1393). كان لهذه البطولة طعم خاص ومميز ووجدت عند الإتحاديين الكثير من الفرح والسرور والأمل في المزيد من البطولات، والأهم أنها فتحت الأبواب أمام شخصيات اتحادية كانت تتحفز لخدمة هذا النادي العريق من الداخل أمثال الدكتور عبد الفتاح ناظر الذي أسس البنية التحتية لكل التنظيمات الحديثة لنادي الإتحاد ودخل بالنادي عصر الكمبيوتر وأسبغ عليه شكل النادي المتطور، ثم جاء المهندس حسين لنجاوي الذي استفاد من خبرته في إدارة الناظر وقاد الإتحاد إلى مناجم الذهب الحقيقي حيث فاز الإتحاد ببطولة كأس خادم الحرمين الشريفين في 28شعبان1408هـ إثر فوزه على النصر بهدف قاتل سجله محمد السويد في منتصف الشوط الأول.. وكانت حلاوة هذا الفوز الكبير تتدفق في كل أرجاء البيت الإتحادي فقد استعاد الإتحاد الفوز بهذه الكأس الغالية بعد غياب دام 21عاماً. فكانت بحق بطولة تاريخية لا تزال عالقة في أذهان الإتحاديين. وكأني بهذه الكأس قد أضاءت شمعة الأمل في المزيد من الحضور البطولة وتحقيق إنجازات تليق بهذا النادي العريق. وبالفعل نجح الإتحاد في عام 1411هـ في الفوز بكأس سمو ولي العهد أثناء رئاسة الأستاذ أحمد مسعود ، وكل هذه البطولات والإنجازات جميلة وتاريخية ومحفورة في الذاكرة الإتحادية القديمة والحديثة لكنها رغم ذلك لم تحقق الحد الأعلى من طموحات الإتحاديين وآمالهم لتعويض ما فات في السنوات العجاف. ثم أن العميد بطبعه لا يشبع بلقمة من هنا أو لقمة من هناك بل يريد أن يأكل من الطبق الذهبي بمفرده ويتلذذ به إلى حد الإشباع.
|| العصر الذهبي للعميد ||
يعتبر المتابعون ان الفترة من موسم 1417 إلى وقتنا الحالي تشكل العصر الذهبي لنادي الإتحاد .عندما بدأ النادي في جمع البطولات المحلية والخارجية بشكل ملفت للانتباه بعد أن عانى طويلا من الاخفاقات سواءا كانت مدبرة ام عفوية . صبر الإتحاديون طويلا وتذوقوا المرارات كثيرا لكنهم عادوا ليفرحوا جماهيرهم التي صبرت هي الأخرى ولم تتخلى عن عشقها الأزلي للعميد الإتحادي .
|| الثلاثية موسم الاحتكار وحلاوة الانتصار ||
ستظل جماهير الإتحاد تذكر موسم 1417هـ كمرحلة انتقالية هامة في تاريخ العميد، فهو الموسم الذي صنع لهذا النادي مجداً جديداً غطى على كل الأمجاد السابقة، ، ويمكن اعتباره تحديداً موسم العودة إلى منصات التتويج وبداية العصر الذهبي لاتحاد هذا القرن. ولعل الأجمل والأبرز هو قيام المارد الإتحادي من القمقم واجتياحه لكل المسابقات والبطولات المحلية وفوزه بالكؤوس واحتكارها في سابقة لم تحدث من قبل. لقد حصد الإتحاد في موسم 1417هـ ثلاث كؤوس غالية ففي مساء الاثنين 28رجب الموافق 9ديسمبر1996م وعلى ملعب الأمير عبد الله الفيصل (ملعب رعاية الشباب سابقاً) فاز الإتحاد بكأس الإتحاد السعودي لكرة القدم (كأس الأمير فيصل بن فهد حالياً) بعد تغلبه على منافسه التقليدي النادي الأهلي بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد. وفي مساء الجمعة 10محرم1418هجرية وعلى نفس الملعب التقى الإتحاد بفريق الطائي على نهائي كأس سمو ولي العهد وفاز الإتحاد بهدفين مقابل لا شيء سجلهما سالم سويد وكوماتشو. وفي مساء الجمعة 1صفر1418هجرية وعلى ملعب الأمير عبد الله الفيصل (ملعب رعاية الشباب سابقاً) حقق الإتحاد بطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين بعد فوزه على الهلال بهدفين مقابل لا شيء سجلهما جبرتي وجاري القرني حتى قال حينها الملك فهد لرئيس النادي طلعت لامي : " ما شاء الله عليكم ما بقيتو شي " .
|| الاحتفال باليوبيل الالماسي ||
في الاحتفالية بمرور 75عام على انشاء أول نوادي السعودي تم استضافه الفريق الايطالي اي سي ميلان في مدينة جدة و ادى الفريقان مباراة مليئة بالقوة والندية وفاز فيها اي سي ميلان بنتيجة 3-1 وسجل هدف الإتحاد الوحيد اللاعب حمزة ادريس وقد حضر تلك المباراة حمزة فتيحي -رحمه الله- المؤسس الفعلى لنادي الإتحاد.
|| حمزة فتيحي والإتحاد||
لا يكاد يذكر قصه تأسيس نادي الاتحاد و بداياته إلا ويذكر معها "حمزة فتيحي" ولا يكاد يذكر فتيحي حتى يتبادر إلى ذهنك "الاتحاد". فما فعله هذا الشاب -حينذاك- قصه تحدى مذهلة انتهت فصولها بتأسيس عميد الاندية السعودية "الاتحاد", ولربما يستغرب البعض في ان حمزة فتيحي كان اصغر عضو متواجد بين المؤسسين الاوائل لنادي الاتحاد فكيف يأخذ كل الثناء وحده لكن الفتيحي كان صاحب القرارات السديدة والسليمة في الفترة التى تلت نشأة نادي الاتحاد وحتى وفاته -رحمه الله- فكان يصرف من جيبه الخاص عشقا بهذا النادي الرضيع و كان جل وقته ضائعا لخدمه الاتحاد الكيان وليس لغرض شخصي او لشهرة يبغاها بل كانت خدماته لإستمرار الكيان والذي اضحى اليوم موازيا للعالمية, فهو خدم النادي من جميع مراكزه الفعلية سواء كلاعب في الفريق إذ لعب في جميع المراكز (ماعدا حراسه المرمي) وكان صاحب حماس كبير في اللعب وقاده نحو الفوز في مباريات كبيرة ولاننسى انه خدم النادي كمدرب للفريق و كرئيس للنادي حتى في آخر ايامه كان يعتبر الرمز الاتحادي الكبير الذي يحترمه الجميع حتى في باقي الاندية السعودية فلم يسبق ان اخطأ في حق فريق آخر او استهتر به. مما يتذكره البعض ان الفتيحي لم يسبق ان استخدم الاتحاد لأغراض شخصية فهاهو التاريخ يسجل لنا كيف وجد الفتيحي نفسه ذات يوم خارج خارطة الادارة الاتحادية بعدم رغبته ولم يفعل مثل البعض بالابتعاد عن النادي لوجود إختلافات بينه و بين الادارة ولم يكن ذلك عنادا منه بل كان محبه منه فإذا لم يكن متواجدا مع الكادر الفني او الاداري فهو موجود دائما كمشجع و محفز للاعبين.
ومما يذكر عن الفتيحي انه صاحب الفضل (بعد الله سبحانه و تعالى) في نشأه عده فرق سعودية أخرى غير الاتحاد لكن اغلبها ماتت مع موت شركائها المؤسسون, فلم يكن الفتيحي ليستطيع متابعه شؤون أكثر من نادي في آن واحد ليس لان ذلك فيه إرهاق عليه ولكنه لم يستطع ان يضع داخل قلبه غير الاتحاد فيما كان البقية تشجيعا منه لإيجاد تنافس رياضي شريف بين الاتحاد و باقي الفرق. ولكن أحد هذه الاندية استمر بعد رحيل مؤسسه "حسن شمس" و هو نادي الاهلي المنافس التقليدي لنادي الاتحاد.. فربما يظن البعض ان الامير الراحل عبدالله الفيصل كان المؤسس الاول للنادي الاهلي وهذا خطأ. فالنادي الاهلي اسس على يد حمزة فتيحي و حسن شمس بل وقام بتدريب النادي الاهلي لبعض الوقت ثم قام حمزة فتيحي فورا بتسليم النادي لحسن شمس الذي كان لاعبا اتحاديا في الاساس لم يجد الفرصه الكافيه للعب للاتحاد وذلك لصغر سنه وبعد رحيل شمس كاد النادي الاهلي ان يرحل معه لكن وجود شخص بقامه الامير عبدالله الفيصل -رحمه الله عليه- تكفل بالنادي الاهلي واصبح داعمه الاول فقد كان الامير عاشقا للاتحاد و محبا للاهلي. جميع هذة التفاصيل موجودة و مؤرخه في كتب الرياضة السعودية و اورد ذكرها الاستاذ محمد القدادي في كتابه عن حمزة فتيحي بالصور و البراهين.
ذلك ولاينسى فضله -بعد الله سبحانه و تعالى- في التفاني و الاجتهاد لإظهار الصورة الرياضية الشريفة لكرة القدم حينما منعت مزاوله كرة القدم و إقامه المباريات في اوائل اعوام تأسيس الاتحاد, حيث سعى جاهدا لإعاده مزاولتها مره أخرى عبر وزير الداخلية آنذاك الامير عبدالله الفيصل.
وجميع ماذكر عن حمزة فتيحي يمكن تهيئته في جملة واحد: أن الاتحاد هو حمزة فتيحي... وحمزة فتيحي هو الاتحاد
0 التعليقات:
إرسال تعليق